ما هو يوم الخصوصية الرقمية؟

يوم الخصوصية الرقمية (أو يوم حماية البيانات) هو مناسبة خاصة تهدف إلى زيادة الوعي حول أهمية حماية البيانات. تمت صياغة فكرة هذا الحدث العالمي الذي يركز على الخصوصية في 28 يناير 1981، عندما فتح مجلس أوروبا الاتفاقية 108 (اتفاقية حماية الأفراد فيما يتعلق بالمعالجة التلقائية للبيانات الشخصية) للتوقيع. ومع ذلك، لم يتم الاحتفال بأول يوم فعلي للخصوصية الرقمية إلا في عام 2007.

تركز مبادرات هذا اليوم على كل من الشركات والأفراد، وتسعى إلى زيادة الوعي بأهمية حماية المعلومات الشخصية، خاصة في ظل انتشار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. تشمل الفعاليات والأنشطة التي تُقام خلال هذا اليوم تعزيز التحكم الفردي في المعلومات الشخصية القابلة للتحديد، والالتزام بقوانين الخصوصية، بالإضافة إلى بدء حوارات بين الشركات والأكاديميين والمتخصصين في تكنولوجيا المعلومات والمستهلكين والأطراف المعنية الأخرى.

يتم حالياً الاحتفال بيوم الخصوصية الرقمية في أكثر من 50 دولة حول العالم، بما في ذلك معظم دول أوروبا. في الولايات المتحدة، تمتد العديد من المنظمات الاحتفالات لتشمل أسبوع الخصوصية الرقمية، وهي ممارسة تم تقديمها لأول مرة من قبل التحالف الوطني للأمن السيبراني في عام 2021.

ما أهمية يوم الخصوصية الرقمية؟

تكمن أهمية يوم الخصوصية الرقمية في زيادة الوعي بقضية الخصوصية: فهي ليست مجرد حق أساسي لك، بل هي أيضاً جزء لا يتجزأ من صحتك الرقمية. قد لا يكون هذا واضحاً للوهلة الأولى، خاصة مع دفع وسائل التواصل الاجتماعي لمشاركة تفاصيل حياتنا الشخصية يومياً. ومع ذلك، فإن البيانات هي الملك.

في عام 2024، تعرف الشركات الكبرى عنك أكثر مما تعرف عن نفسك. يسمح جمع البيانات المفرط للشركات بإنشاء ملفات تعريف رقمية دقيقة بشكل مثير للدهشة، تتضمن تفاصيل مثل ما تأكله عندما تكون متوتراً أو من المرجح أن تصوت له. تستخدم الشركات هذه المعلومات لإنشاء إعلانات مستهدفة، ولكن في حالة حدوث خرق للبيانات، يمكن استخدام معلوماتك الحساسة لأغراض أسوأ بكثير.

تُظهر الأوضاع الحالية أننا يجب أن نحرص على خصوصية بياناتنا، ويوفر لنا يوم الخصوصية الرقمية الفرصة المثالية لتعلم كيفية حمايتها.

كيف يمكنك الاحتفال بيوم الخصوصية الرقمية؟

أفضل طريقة للاحتفال بيوم الخصوصية الرقمية هي نشر الوعي. بينما يشعر الكثيرون بشكل غريزي بأهمية الخصوصية الرقمية، إلا أن قلة قليلة يمكنها شرح السبب عند الضغط عليها. قد تستغل الشركات والحكومات هذا النقص في المعرفة من خلال الادعاء بـ”المصالح المشروعة” لتقويض حماية الخصوصية بشكل أكبر. لحماية حقوقك، استخدم يوم الخصوصية الرقمية للقيام بما يلي:

1. تعليم نفسك حول الخصوصية:
   ابدأ بالتعرف على حقوقك في الخصوصية بموجب القانون. تختلف وجهات النظر القانونية حول ما يجب حمايته من المعلومات الشخصية بين الدول، وقد تفاجأ عندما تكتشف أن بعض البيانات التي تشاركها بحرية عبر الإنترنت، مثل عمرك، تخضع لتنظيمات صارمة. إذا كنت ترغب في المضي قدماً، اطلع على ما تقوله منظمات حقوق الإنسان في هذه المناسبة، وربما سجل نفسك في إحدى فعاليات يوم الخصوصية الرقمية عبر الإنترنت.
2. مراجعة إعدادات الخصوصية لحساباتك:
   يُعد يوم الخصوصية الرقمية فرصة ممتازة لاستكشاف خيارات الخصوصية في حساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات. تذكر أنك بمجرد الانتهاء من تعديل الإعدادات، ستستفيد من زيادة الخصوصية في هذا الحساب إلى الأبد.
3. التحدث عن الخصوصية:
   لا تحتاج إلى تنظيم ورش عمل أو إلقاء محاضرات لنشر الوعي. يمكنك ببساطة إجراء محادثة عادية مع أصدقائك حول الخصوصية. هذا النقاش سيبقي القضية حية في أذهانهم، مما يجعلهم يفكرون مرتين قبل الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) في المرة القادمة.

ختاماً

يوم الخصوصية الرقمية ليس مجرد مناسبة للاحتفال، بل هو فرصة لاتخاذ إجراءات ملموسة لتعزيز أماننا الرقمي. من خلال زيادة الوعي واتخاذ خطوات بسيطة لحماية بياناتنا، يمكننا جميعاً المساهمة في بناء عالم رقمي أكثر أماناً وخصوصية. فلنستخدم هذا اليوم كنقطة انطلاق نحو ممارسات أكثر وعياً ومسؤولية في التعامل مع بياناتنا الشخصية.