من هو مؤسس DeepSeek الذى هز عروش الشركات التقنية الأمريكية والعالمية
مؤسس DeepSeek ليانج وينفينج
ستجد فى هذا المقال
من هو مؤسس DeepSeek الذى هز عروش الشركات التقنية الأمريكية والعالمية
من هو مؤسس DeepSeek الذى هز عروش الشركات التقنية الأمريكية والعالمية
شهد العالم خلال الأيام الماضية زلزالًا تكنولوجيًا غير مسبوق، تسببت فيه شركة صينية ناشئة لم يتجاوز عمرها عامين، نجحت في اقتلاع مشهد الهيمنة الأمريكية على ذروة سباق الذكاء الاصطناعي. فبينما خسرت أسهم التكنولوجيا الأمريكية ما يقارب تريليون دولار من قيمتها السوقية، برز مختبر DeepSeek الصيني كـ “الفاعل الجديد” الذي يُعيد تعريف قواعد اللعبة، مُحوّلاً مؤسسه ليانج وينفينج إلى رمز وطني لتحدي الضغوط الأمريكية الرامية إلى كبح طموحات الصين التكنولوجية.
زلزال في وادي السيليكون.. وميلاد عملاق صيني
أصبح DeepSeek، الذي أطلقه المهندس الصيني ليانج وينفينج قبل عامين فقط، حديث العالم بعد إطلاقه نموذج الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر R1، الذي يُنافس -وفقًا للشركة- أداء نموذج o1 التابع لـ OpenAI في مهام متقدمة مثل الرياضيات والترميز البرمجي والاستدلال المنطقي، مع استخدام جزء ضئيل من القدرة الحاسوبية المطلوبة عادةً. هذا الإنجاز لم يرفع أسهم الصين في السباق التكنولوجي فحسب، بل أشعل حالة من الذهول في واشنطن ووادي السيليكون، حيث بدأت تتبلور مخاوف من تحوُّل بكين إلى مركز جذب للابتكارات النوعية بعيدًا عن الهيمنة الغربية.
من ورشة صغيرة إلى منافس عالمي: كيف نجح DeepSeek؟
تمكن ليانج وينفينج، وهو خريج جامعة تسينغهوا المرموقة، من تحويل مشروعه الصغير إلى كابوس للشركات الأمريكية، عبر اعتماد استراتيجية تجمع بين:
- كفاءة الموارد: تصميم نماذج ذكاء اصطناعي فائقة الأداء بتكلفة حوسبية منخفضة.
- المصدر المفتوح: إتاحة نموذج R1 للمطورين عالميًا، مما يوسع نطاق تأثيره ويجذب المواهب.
- الدعم الحكومي: الاستفادة من سياسات الصين الداعمة للتقنيات الاستراتيجية، رغم العقوبات الأمريكية.
وقال كارلوس غوميز، المحلل في شركة ABI Research: “ما فعله DeepSeek ليس مجرد اختراق تقني، بل هو صفعة للرواية القائلة بأن الابتكار التكنولوجي حكر على الغرب”.
تداعيات جيوسياسية: صراع القوى العظمى يدخل مرحلة جديدة
لا تقتصر أهمية الصعود المفاجئ لـ DeepSeek على الجانب التقني، بل تمتد إلى قلب المعركة الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين. فمع تصاعد الجهود الأمريكية لفرض قيود على تصدير الرقائق والبرمجيات المتقدمة إلى الصين، يأتي نجاح النموذج الصيني ليثبت أن بكين قادرة على تطوير بدائل محلية، بل ومنافسة الشركات الغربية في عقر دارها.
من جهتها، بدأت واشنطن في مراجعة سياساتها، حيث دعا عضو الكونغرس مايكل ماكول إلى “تعزيز الاستثمار في البنية التحتية البحثية الأمريكية لمواجهة التحدي الصيني المتصاعد”.
هل نشهد بداية عصر تكنولوجي ثنائي القطبية؟
يُظهر صعود DeepSeek أن خريطة القوة التكنولوجية العالمية لم تعد أحادية القطب، فالصين تثبت أنها قادرة على صناعة بدائل محلية ليس فقط للرقائق، بل لأكثر نماذج الذكاء الاصطناعي تعقيدًا. ورغم التحديات التشغيلية والسياسية التي قد تواجه الشركة، إلا أن الإنجاز الحالي يُشكل جرس إنذار للغرب: المعركة من أجل الهيمنة التكنولوجية لم تُحسم بعد، وقد تكون الصين لاعبًا رئيسيًا في كتابة فصولها القادمة.